Thursday, March 15, 2012

حدث في مثل هذا اليوم أنّ الشعب قام ..... حقّاً قام



حدث في مثل هذا اليوم ... و من عام ألفين و احدى عشر أنّ الشعب قام .....  حقّاً قام.
في مثل هذا اليوم , عرف الخوف طريقا من قلوبنا, و عرفت الكرامة طريقا لقلوبنا, طريقين لا عودة فيهما الى الوراء. ثلاثمئة و ستة و ستون يوماً من رحلة بدأت دون أن نعلم, بدأها شقاء طفولة متفتّحة لم ينكسر فيها روح العبث و تجريب المستحيل,طفولة مشينا وراء برائتها و نقيّها في درب لم نعلم الى أين سيودي ولكن طهارة قلوب أطفالنا ملأتنا إيماناً. فسارت نساؤنا بشموخهنّ و رجالنا بصمودهم في طريق ينزعون الشوك و يسقون الأرض دما, دموعا و أهازيج.

طفولة بلدي, تنبت العجائب, تخلق الربيع أينما ذهبت, خلقت ربيعا من كرامة. أزهاراً من إصرار و عالما كاملاً من حرية. طفولة بلادي في رعونتها العذبة أيقظت طفولة في داخل كلّ منّا, حبّا للحرية و الاستكشاف, أسئلة لا تنتهي و معارف لم نكن ندري أنها متاحة لنا عدنا أطفالاً نهمين لكل شيء شرهين للإنسانية نداوي فقراًعاطفيّاً مزمناً بجرعات مضاغفة من حب وطن.

في يوم واحد ذهب خدري العاطفي مع الريح , و ثلاثمئة و خمسة وستون يوماً و أنا أعيش تجربة المشاعر. خوف , فرح , لا مبالاة, حزن, ايمان, توتّر , استرخاء حتّى مشاعر اللا مشاعر جرّبتها. خدري الذهني ذهب مع الريح أيضاً, و علمت يومها معنى عبارة كان يردده لنا أستاذ أغلب الظن لم يفهمها أيضاً في صف لا أذكره " شغّل مخّك". أصبح لموضوع التعبير الذي كان مفرغاً من معانيه " اكتب رسالة إلى مغترب تدعوه إلى العودة إلى الوطن"  ماهية يمكنني أن أبني عليها مغزى الرسالة.

اليوم, أتمنّى لو أن يديّ تسع لأضمّ كل أهل بلدي لأقبّل جباههم التي كتب عليها " الشعب السوري واحد", لنشرب قهوة عربية تشبه في مرارتها آلام دربنا و تشبه في رائحة الهيل التي تفوح منها نشوة الأمال المحققة و الإرادة التي لا تهزم. شعبي الذي بدأ و لن يهدأ حتّى يأخذ حقّه. لن يهزمه زمن و لن يخدعه قناع, شعبي الذي قال " الموت ولا المذلّة" لم ينتظر أحداً ليرسل له صدرية واقية من الرصاص بل وقف عاريا أمام طائرة حربية و قنّاصة و مدفع, شعبي العظيم قال " حريّة" و كل من سيصادرها كائنا من كان سيُنْفَى من ذاكرة الشعوب الى مجهول لن يعرف أحد إليه طريقا .

جربت أن أجد وسيلة لأشكر أهلي في كل شبر من بلادي و لكن الكلمات تصغر كلما كتبتها فأمحيها من جديد , فإن الكلمات في شعوبنا تموت حين تقال ...

إلى شهدائنا, إلى شبابنا في الساحات, إلى أمهاتنا اللاتي أنجبن أبطال الحرية, إلى كل جنديّ مجهول يعمل من أجل الإنسان, إلى كلّ حرّ يؤمن بالوطن.............. كل عام وأنتم وطن !
15-3-2011  

1 comment:

  1. ما أجمل الطفولة, ففي الطفولة يمكننا أن نفعل ما نشاء ويمكننا أن نحلم ما نشاء, فالأمل أن تبقى حالة الطفولة هذه :)
    لا بدّ من انتصار المظلوم في النهاية (وأقصد بالمظلوم الشعب, وليس الفرد لأنّه ينبغي أن يستشهد قوم لتعيش أمّة) وأنا أوافقك في أنّه لا مجال للرجوع إلى حالة التخدير الجماعي, فشعبنا قام, حقّا قام.
    لا جفّ قلمك يا من يكتب/تكتب هذه الفراتيات وأرجو أن تبقى كتابتك هدّارة كالفرات

    مجهول

    ReplyDelete