كل ما أتمنّى في يوم ما هو أن أستطيع اختزال الضوضاء
التي تحيط بالعلاقات الإنسانية المحيطة بنا لتعود إل بساطتها الأولى و جوهرها
الأصل...... البساطة أصل السلام الداخلي و الصراحة بدء التعايش مع النفس.
لماذا عليي أن أفكر مليون مرّة قبل أن أرسل رسالة لأخبر أحدهم بأنني مشتاقة. و
لماذا عليي أن أعيد التفكير في تركيب كل جملة أرسلها لكل شخص و كأن الشخص الأخر هو
العدو الأبدي. وعلى كل رسائلي و أفكاري و كلماتي أن تمرّ عبر سلسلة من المخابرات
الفكرية و النفسية حتّى لا تصل للجبهة المقابلة إلا بطريقة تريدها المحكمة العليا لإدارة
الشؤون؟؟؟؟!!!!
لماذا كلما حاولت شرح حبّي للتعبير عن
مشاعري وبحرّية أمضي ساعات أستمع لمحاضرات عن عدم فعّالية طريقتي " البسيطة"
بين الناس و دروس مطوّلة في تعقيد حياتي و نصائح لزيادة القلق و التوتّر في ساعات يومي .
الحياة بين الناس ليست جبهة معركة و
العلاقات الإنسانية ليست ساحة قتال, اذا وجدت وشاح الفتاة الداخلة من الباب جميلا,
فلم لا أقول لها أنّه أعجبني ؟ ألن أسعد إن قال لي أحد أن وشاحي الحريري الأزرق
جميل؟ إذا اشتقت لأحد لماذا لا أطلب الرقم بكل بساطة وأتكلم ؟ لماذا كل هذا
الكبرياء العاطفي الذي لا يفيد أحداً منّا؟ لماذا لا يمكنني معاتبة صديق على فعلة
ما بكل بساطة, أليس أفضل من جفاء لشهور لا يورث إلّا التعاسة ؟ لماذا نقف أمام كل
مشاعرنا و نكبتها و نمارس أشد وسائل القمع ضدها؟ و كأننا نريد أن نثبت للأخر بعدم
حاجتنا له,علماً أن كلانا يعلم أن إثبات تلك الفرضية ضرب من الجنون فنحن خلقنا
لنفرح و نحزن سوياً, لنشارك ما يتراود داخلنا.
نطالب بالحريّة و نقمع أنفسنا, و نمسك أحاسيسنا بقبضة المسلمات وقواعد التخفّي تحت
جدار من الجصّ العازل للحرارة, لا دفء يخرج و لا برد يتسرّب ....
الحياة أبسط من أن تقف عند مشاعرك
لتكبتها, الحياة أبسط من أن تعقّد يومك لتفكّر "ماذا سأقول", هل أعاتب,
أيمكنني البكاء أم أنّ العشرات ستحدّق فيني , هل أضحك أم أنّ المئات ستمطرني بالانتقادات
.
"ماذا تقول له إن جاء يسألها ؟ " اختصر نزار قباني مجادلة و حوارا ذاتياً كاملاً ليصل بأن تقول له " إني ألف أهواه" فقولي له إنّي ألف أهواك و اتركي الجدل لقصائد في كتب شعر.
"ماذا تقول له إن جاء يسألها ؟ " اختصر نزار قباني مجادلة و حوارا ذاتياً كاملاً ليصل بأن تقول له " إني ألف أهواه" فقولي له إنّي ألف أهواك و اتركي الجدل لقصائد في كتب شعر.
كيف يمكن أن أعرف بأنك تحبّني إن لم تقل لي ؟ كيف يمكن أن أعلم بأنك حزين إن لم
تقل لي ؟ كيف يمكن لي أن أعلم أنك سعيد إن لم تقل لي ؟
بحثت عن جنّيات لتخبرني بخبايا النفس و لكن الجنيات سافرن منذ ألف ليلة و ليلة. و
لا خيار لنا سوى أن نتكلّم بلا حدود بلا قيود............. بحرّية.