Wednesday, August 22, 2012

ما يمكن أن يكون في الداخل

                            

في أعزّ اللحظات هدوءاً، يداهمني خوف.
 يقرع قلبي كأجراس الكنيسة المريمية، يوقظ كلّ حواسّي .
أتطلّع حولي، أفرّغ عيوني من غباشتها و أهاجم تفاصيل ما حولي .
لماذا يدقّ قلبي بتلك السرعة؟ و ما الداعي لدفعات الأدرينالين الزائدة في هذا الوقت من النهار.
لا شيء حولي مثير للارتياب. غريبة نوبات الفزع هذه من أين تأتيني. فأنا هنا سكينة هادئة لا ساطور يقبع فوق رقبتي و لا جلّاد. أعيش هدوءاً في زمن العاصفة، هدوءاً لأنني تعوّ>ت الضجيج و نسيت معنى السكوت. كلّ شيء حولي على ما يرام .
 باب الغرفة مازال مغلقاً كما تركته بالأمس. فنجان القهوة. كتاب عن حركات باطنيّة أهملته بعد أن مللت الطوائف و الطوفان. قلم كحل وردتان ذابلة و الأخرى في طريقها للذبول .
كل شيء في مكانه ولا شيء تغيّر منذ البارحة
أقرر النظر إلى نفسي......... أتوقف !!!
أخفف من حدّة عينيّ ..... أخفض صوت هدوئي ......  اتسلل إلى الداخل على رؤوس الأصابع.
.
.
.
.
لا عجب أن أفزع !!!
كل ما رأيته يوماً، كلّ ما فكّرت به يوماً قد دخل قبلي إلى هنا و ها هو يعيش على هدوئي و يكبر.
أشخاص و حكايات قديمة ...... حكايات عن أشخاص قابعين في طفولتي رحلوا و تركو لنا بسمة و حقول كرز جبلي.... كلما تذكرتهم أجهشت بالبكاء، فأخذو لنفسهم غرفة منزوية في داخلي، ليعيشوا فيها غير أبهين بالزمن.
صور لبيت تهدّم ..... أحلام عن شوارع دمشقية و دمشقيين لم تتحقق.
شخصي القديم أيضا قابع داخلي ...... عجبي كيف لم أعلم مما يأتيني الفزع !!!
حلقات غناء قديمة في باحة منزل جدتي تتلوها مؤامرات عائلية مثيرة للقرف.
أقف قليلاً لألتقط أنفاسي ..... لم أعلم أن التحقق من داخلي سيكون متعباً هكذا.
أسمع صوتاً .....
يدق قلبي مسرعاً ...
أتجمد خوفاً ....
ماالذي أرعبني هكذا ....
أدير رأسي ببطء و أنظر عند المنعطف ........ فأرى المستقبل !.....