Friday, August 2, 2013

لا تنس حذاءك قبل النوم ... قد تحتاجه للركض.




نسيان حذائي المريح هو كل ما كنت أراه أمامي كعقبة أساسية في حال أردت الهرب من اللصوص.
لا أذكر كم كان عمري عندما خططت بدقة كاملة كيف سأهرب من المنزل في حال دخل اللصوص إلى منزلنا، كانت النوافذ لا تغلق كاملة قبل أن أنام حتّى أسمح لنفسي بتنفيذ خطتي.
خطتي التي لم أعطي أحداً حتّى اليوم بمعرفتها كانت كما يلي :
أهرب إلى البلكون، أقفز إلى شيء بجانب مدخنة الجيران من جهة الجنوب، لأذهب من بعدها إلى بلكونة بيت خالي في الطابق تحت.
من هناك أراقب ما اذا كان هنالك بالشارع أحد منهم ثم أقفز إلى سطح مشغل النجّار جارنا و اقفز إلى الشارع و أهرب.
كانت خطة ذكية باعتقادي، ما أزال أعتقد أنها خطة ذكية، أردت تنفيذها في أيام غضبي من والدي أكثر من مرة و لكن كان النعاس يغلبني قبل أن أباشر مع أنني كنت أجهز حذائي المريح تحت التخت قبل النوم.
و لكن ...... في كلّ مرة كنت أتخيّل فيها الخطّة كنت أذكر بأنني في منتصف الطريق ألاحظ بأنني لا أرتدي في قدماي شيئاً.
و هنا كان  يبدأ الذعر... 
في كثير من أحلامي كنت أستيقظ مذعورة عند علمي بأن لا حذاء معي و أنني أركض أو أمشي بدن حذاء ( شحاطة ،مشّاية، بوط   رياضة، جزمة، شحاطة ستي ام صطيف) ولا شيء.
كوابيس البكالوريا كانت تأتي أحياناً بحلّة ذهابي إلى المركز وعند الباب أكتشف بأنني لم أنسى بطاقتي و لكنني نسيت حذائي.
أحلامي و كوابيسي ذهبت و أتت أحلام و كوابيس مختلفة، مرعبة أكثر و لا فقدان أحذية فيها
ولكن منذ أيام و أنا في حالة مزرية من الاكتئاب ...... أخرجت حذاءاً أعشقة و لكنني لم أعد ألبسه. 
أخرجته تذكرت باريس، بيروت، دمشق و الكثيرالكثير من الفساتين ..... ارتديته وابتسمت.

 تذكرت في هذه المرة قبل أن أهرب من أوجاعي أن أحضر حذائي قبل الركض.
.