Wednesday, May 30, 2012

إلى شهيد الطائفة السينيمائية ...... و كل باسل في بلدي.




أجلس في مكتبة أعبث بأقلام رصاص و حبر على ورق. أقرأ الخبر, أسمعه ثم أعيد قراءته. أشاهد صورتك تبتسم بخجل و ثقة. أقرأ ما كتبه العشرات عنك و ما تناقلته الألسن من حكاياتك, صورة هنا , عبارة هنا و دمعة............ دمعة تذرفها عيوني على صديق في الوطن, لم ألتق به يوماً و لكنني أحسسته قريباً كنفسي, رأيت تلك النظرة في  زمن أخر, في مكان أخر, أحببتها في وطن أخر.
أبكي و تبتلّ أوراقي بدموع أردتها يوماً أن تذرف في زفّة عرسٍ على أهازيج وطن, ولكن القدر أبى!
أبكيك باسل أم أبكي وطنا ينبت الإنسان فيه ليحصد بمعول جزّار, وطناً ترمى السنابل الذهبية إلى ألسنة النار و يحتفظ بالقشّ لمؤونة الشتاء. أبكي كل سنبلة عرفتها و لم أعرفها. ففي كل زاوية موسم جديد لنثر بذور ستنبت صداقاتٍ لتملأ سماء البلد بصور عن مراهقةٍ, شباب و محبة. ستملأ الأرض هدايا صباحات سبت و نزهات على دراجة نارية و كاميرا تصوير.
اللائحة أمامي تقول لي " الرجاء التزام الهدوء" ولكن كيف لقلبي أن يكف عن الصراخ و كيف لا يسمع من حولي نحيب قلبي و صرخاته و هو يسلخ عن جسدي ألام و دموعاً و حرقة.
إلى متى سيطعن قلبي بخناجر الكراهية و القتل ؟؟ و هل سيشفى جرحي الدائم ؟؟؟ باسل .... تحدّث إليّ قليلاً ! باسل .... ارسل لي فيلما قصيرا من جنّة عن أطفال الحولة و هم يرقصون, عن حمزة وهو يبتسم من جديد عن القاشوش الذي ملأ لكم الأرض أناشيد. باسل تكلّم حدّثني, أرسل لي ملاكاً سوريّاً لينثر الأمان في قلبي علّه يعيد الأمل إلى أحلامي علّه يلملم أوجاعي.
باسل ..... قيل لي أنهم قتلوك و لكنني لا أريد أن أصدق. مازالت درّاجتك تطوف حمص مازالت كميرتك تباغتهم وتضجّ مضاجعهم.
باسل الذي لم أعرفك , قرأت عنك مقالات و رأيت فيلماً صورته و بضع صور.
وداعاً .....أرسل محبتي لأطفال أبرياء و رجال شجعان و نساء يغمرهنّ الإباء, سنلتقي يوماً و نصوّر فيلماً عن بلد يضحك أمام العدسة يتحدث عن تاريخ و مجد و حريّة كتبها بدمه.

Saturday, May 19, 2012

ردا على فورة البعض ضد تضامن السوريين مع الأسرى الفلسطينيين




بداية ...... إن حقي المكتسب الطبيعي كإنسان أن أتضامن مع من أريد ! انت تطالب بحرية التعبير الكرامة و تطالب بكسر القيود في بلدنا و لكنك بخطابك هذا تنسف مبدأ الحرية و تنقض مطالبك...... لا يمكنك أن تنادي بحرية التعبير للقضية السورية و تترك بقية القضايا خارج بنود مطالبك. الحرية جزء لا يتجزأ و الانسانية لا تنتهي عند الحدود المرسومة على خريطة سايكس بيكو البالية.
ثانياً أنا و غيري من ثوار الكرامة غيّرنا صورة (البروفايل) لنوصل فكرة تضامننا المعنوي مع أسرانا في السجون الإسرائيلية. أعلم تماما أنني لم أغير شيئاً و أن الأسرى مازالو مضربين عن الطعام و أن الاحتلال الاسرائيلي مازال ينكل بهم و يهين إنسانيتهم. و لكنك أنت بنشرك جملة " احذري يا اسرائيل فنحن أمة حين تغضب نغيّر صورة البروفايل" ماذا فعلت ؟ ما هي القيمة المضافة للقضية السورية و لثورتها أو للقضية الفلسطينية التي قمت بخلقها؟ لا شيء ....
 ثالثاً.....كل ما يريد السجناء الفلسطينيين هو أن ننشر قصتهم بين الناس. الحرب إعلامية هذه الأيام و النسيان هو القاتل الأكبر للقضايا. كل ما فعلوه كان لتذكيرنا بأن الصمود في وجه الغاصب ما زال نابضا و كل ما علينا هو أن نذكرهم و نعلم أنهم مازالوا موجودين. في هذه الحملة التي قام بها الناس بتغيير صورهم على شبكات التواصل الاجتماعي علم من لم يعلم بأن الأسرى في فلسطين يذلون و أنهم يتضورون جوعا و في طريقهم إلى الموت من أجل تأمين ظروف افضل لبقية زملائهم.
رابعاً...... أعلم جيدا أن المعتقلين السوريين ليسوا بحالة أفضل بل هم يذوقون ما لا يتحمله جسد و لا يطيقه تفكير و لكن إن كنت تستطيع أن تغيّر فكرة واحدة في أذهان الناس أو أن تحسّن وضع أسير ( معنويا أو ماديا) في أي سجن من سجون الأرض فلم لا تفعل ذلك ؟ هل نضالك في بلدك يحول دونه ؟ أنا أقول لك الجواب: لا!
خامساً ..... منذ متى كانت المعاناة سباقاً يفوز فيه من يتحمل أكثر ؟ أهذا هو المقياس الذي تريدون أن تقيسو به الحراك المجتمعي و الثورات الشعبية. القضية السورية , القضية الفلسطينية, القضية البحرينية, المصرية , اليمنية, التونسية و كل قضايا الشعوب المظلومة في الأرض هي قضايا نبيلة و مدى المعاناة التي تتحملها هذه الشعوب لا يجعلها كفكرة أكثر أهمية أو أقل أهمية من غيرها.
 نعم .... الشعب السوري يعاني أشد أنواع القتل و التعذيب و الإبادة و لكن ذلك لا يجعل منّا أمة منفصلة عن إخوتنا في الأراضي المحتلة, بل يوحدنا معا و يزيد إيماننا بانتصارنا و يؤكد نبل قضيتنا المشتركة ضد كل احتلال, ضد كل قمع ضد كل غاصب . نحن شعب و احد, قلب و احد و نضال و احد حتّى النصر.
سادساً...... عدو عدوي ليس صديقي و صديق صديقي ليس صديقي. و كل هذه الحلقات و الاستنتاجات لا يطبق عليها قانون التعدي. اذا كان النظام السوري يتخفى خلف "ممانعته" و "دعمه" للقضية الفلسطينية فذلك لا يعني أن تقاطعها و تخاصم من يناصرها. اسرائيل ستبقى عدوتنا في فلسطين, كما في الجولان و كما في لبنان.
فلسطين أم القضايا, و قضية حريتنا تنبع من إيماننا بحرية فلسطين. إنها جزء من هويتنا, تاريخنا و مأساة أخوتنا جزء من معاناتنا, كيف يمكن لمهجّر من حمص ألا يذكر معاناة من هجّر من يافا. معتقل في فلسطين و معتقل في فرع فلسطين أيهما الأوجع ؟!!
 سيبقى غسان كنفاني يتناثر فوق طفولتنا ويشرب قباني و درويش قهوتهما الصباحية معا و سيمسك محمد الدرة بيد حمزة الخطيب ليرفرفوا فوق رؤوسنا مبشرين بالحرية القريبة.
فلسطين الحبيبة سوريا معاكي للموت ....  فالطريق إلى القدس يمر من كل المدن السورية, سنتحرر من قبضة جلادنا لنحررك من قبضة جلادك ......... لست كلمة تعبر في نشرة أخبار بل شعبا أبياً و تاريخا محفور في ذاكرتنا.