Tuesday, February 28, 2012

سأحبّ شبيهك !


في قصيدة من قصائدك سأنتحل شخصية, و ألبس كلماتك لتحميني من مطر, أنام بين صفحات ديوان,واستريح قبل  كل عنوان جديد. أعيش على خبز أمي و قهوة أمي و أحسد ريتا على ساعد أحيى ضفيرة, أعيش لأرى المارين بين الكلمات العابرة يجمعون أغراضهم لينصرفو!

 أبحث بين أحرفك عن رجل انتحل شخصية و لبس كلماتك لتحميه من المطر أيضاً. رجل  أمرّ باسمه لا جيش يحاصرني... رجل يعيش داخل كتابك و معه, إن قلت له سأنام لأنساك , يفتح كتابك و يقرأ عليّ كلماتك فأقع في غرامه من جديد. أريد رجلاً ينتظرني كلما أقبلت قبل موعدي و كلما احسست بشوق له أفتح كتابك مرة أخرى فأجده يحيطني بذراعيه... لا أريد رجلًا بصفات أخرى فأنا مثلك  لا شيء يعجبني و لا أحد يعجبني.

محمود درويش .......... سأحبّ شبيهك ! أليس الحب كذبتنا الصادقة ؟

ملحمة حب درويشية ...


Monday, February 27, 2012

أزمة انتماء



منذ سنتين كنت اذا ما سألتني من أين انتي ؟ تتملكني الحيرة و الارتباك ؟!!!! و لا أدري ما أقول؟ لم أنتمِ الى تلك البيوت الباردة و الأجساد الباردة في تلك البلدة التي عشت فيها , كنت أعلم أنّي أنتمي الى مكان أخر مكان فسيح يزهر الربيع فيه و تنبت الأزهار فيه في مكان غير القبور. لم أنتم الى تلك المدينة الفراتية البعيدة النائمة على ضفاف نهر تتدفق مياهه وفاءاً لتاريخ قديم, وفاءاً لأيام الفيضان و الخير العميم, قبل أن يتغيّر, ففي" بلادي يغيّرون تاريخ نهر". طالما شعرت بأن خيوطا كخيوط شباك العنكبوت الواهية تربطني بهذا المكان أو ذاك , فأنا لم أكن أزور مدينتي الفراتية كثيراً ربما لأنها كانت مشغولةً عنّي بعطش نهرٍ صيفي شتوي و غفوةٍ لم تصحو منها الا قريباً.

عندما كنت أسأل نفسي من أنت و من أين تأتين كان عقلي يلفظ لي أجوبة بلدات و مدن..... مقسّمة بعيدة عن بعضها , ترى منذ متى و نحن نفكّر ببلادنا كمدن لا تربطها حتّى روابط الدم !!! لم يخطر يوما ببالي أن أقول: أنا سوريّة و حسب ! و الجواب الذي كان يستحيل وجوده هو أنا عربية أنتمي لكل تلك البلاد الممتدة تحت الشمس الحارقة و المبللة بمياة البحر الأبيض المتوسط . كنّا ننادي بالوحدة و لكنني كنت أحسّ بالفردية كما لم أشعر بها من قبل. كانت المناوشات بين أبناء بلدتي و البلدة المجاورة البعيدة خمس دقائق تصل الى شجار و مشاحنات و سيناريوهات مبتذلة ! منذ متى و نحن نعيش الفرديّة و تنقوقع على نفسنا و نخاف الأخر. منذ متى كان مستحيلا على عقلي أن يفكّر بوطن متكامل بل كان يقطع أوصاله في كلّ درس جغرافيا الى شمال و جنوب و منطقة شرقية !

أزمة انتماء ............ هذا ما كان يعتريني ! و ما كنت أكتب عنه في دفتر يومياتي القديم, لم أكن أعلم ما الذي حصل للبشر  من حولي و ما حصل لي أيضا ! غريب أن لا يكون لك مكان انتماء , أن لا تعلم ما هو وطنك. غريب أن تبني أحلامك على أراض أعجمية منذ صغرك و أرضك العربية تتوق للأحلام, خالية من الحياة, غير صالحة للاستثمار, ملغيّة من خريطة أمالك!

ولكن اليوم ........... كل شيء مختلف في بلدي !

اليوم أمحي كلّ تاريخ التساؤلات عن هويّتي, فأنا عربيّة سوريّة, فلسطينيّة الهوى, تونسيّة الشواطئ مصريّة التاريخ  يمنيّة الأصالة بحرينيّة اللئالئ ......

في تلك المدرسة الفرنسيّة و في صباح فرنسيّ هادئ وقفت أشرح لطلّاب لم يسمع بعضهم بسورية و ليبيا عن شعبنا الذي أراد الحياة. و على رمال بحيرة أعجمية المياه فرنسية الرمال و الهويّة رسمت لؤلائك الأوروبيين خريطة بلادي و مدنها الملتهبة بالشموخ . في بلادي فقط يزهر الربيع في الصيف و الشتاء, في بلادي فقط يزيد العطش من همّة المسافر فتذيب الثلج عن قلبه الذي تحجّر لتاريخ , في بلادي فقط نحرق أيام سباتنا و خوفنا و صمتنا مع الشعارات المهترئة لنتدفئ عليها في ليال شتاء قارسة, فتحضن الجزيرة والساحل جبل الشخ و سهل حوران و تمسك القرى أيديها ببعضها لتدفئ بحرارة إيمانها و إرادتها أطفالا يتعلمون في مدرسة الكرامة دروسا عن المحبة و الوطن.

 الأن في الرابع عشر من شهر كانون الثاني سنة الفين و اثنا عشر .....  عمري قانونيا عشرون عاماً و أربعة أيام, أعلن عن نفسي نسف خارطة الأحلام القديمة  تلك, أعلن انتهاء الأزمة و انتهاء الأسئلة ففي حرم الوطن تخضع جوارحك و تزهر أحلامك و تنتهي كلّ الأسئلة.

اخفض جوارحك واشعر بمهابة التاريخ الذي يدوَّن  فإن أطياف الذين سبقوا ما تزال حولنا ترفرف كحمام دمشقّي في ساحة الأمويّ عند شروق الشمس . أخفض جوارحك و استمع لقلبك بنبض بعد الموت, أخفض جوارحك و أشعر بنشوة الشموخ في تلك الأهازيح . أشعر بالدمع يلهب عينيك على غيبوبة صحوت منها تواً, أخفض جوارحك ودع روحك تصرخ كطفل وليد اللحظة. أخفض جوارحك فدموع الأمهات و زغاريدهنّ لم تسكت بعد و طفل يتيم ثائر قد تعلّم في مدرسة الوطن بيوم وحيد خير من ما تعلّمته في شهادة الدكتوراه المعلّقة على حائط مهجور في بيتك .

أخفض جوارحك فإن للمقدسات حرمتها وأنت الآن في حرمة وطن !

14-12-2011

Saturday, February 25, 2012

أمل و فيروز


أمل ..... ثلاث أحرف نذرت جيوش لمحاربتها منذ بداية التاريخ ! و لكن بيضل في أمل ...... إي في أمل!!!
أجمل البدايات ..... فيروزية.