Sunday, April 15, 2012

شوق الى مجهول


...اضع رأسي على مخدتي, اتحسس أجزائي، فلا أجد أحدها !!! أحزن على جزئي المفقود
أين ذهب في هذا الليل؟ هل كان معي نهاراً و فرّ قبل قليل؟ أم أنّه استغفل تشاغلي و فرّ مني؟ 
أفرّ إليك يا صديقي، لأنني أشتاقك .... فهل هو أيضا يشتاقك و في غفلة مني رحل ليراك ؟ و أنا متى أراك؟ 
صديقي قيل ما أجمل الذي لم يحدث بيننا ..... و لكنني الأن تائهة، لا أدري إن كان ما كان بيننا جميل أم أنني توهمت جماله كما يقلن لي صديقاتي - أنني لطيبتي أرى الجمال في كل مكان و في كل شخص.
صديقي، قد لا تكون أنت من أشتاق، قد يكون جارك الذي لم التق بعد، أو عجوزا يلعب النرد في قهوة خلف الأموي، قد يكون شوقي لا لأحد بل لتلك الشوارع المرصوفة بمرور العابرين فوقها، قد يكون شوقي لأصوات الدفاتر المصفوفة فوق الجسور و رائحة الجدران المبللة بعد المطر.
لست أدري سوى أن شوقا يؤرقني .... لنتفق، لسهولة الإعراب و التصريف، أنه لك ..... فهل قلت لك يا صديقي بأنني اشتقت لك؟ 

28-2-2012

Wednesday, April 11, 2012

حرمات الجامعات العربية المنتهكة


حرمات الجامعات العربية منتهكة, تغتصب بأيدي طلابها بدلاً من أيادي العسكر و البوليس كما هو الحال في معظم الحالات التقليدية. "الغزو من الداخل" قصيدة كتبها الشاعر اليمني البردوني وغنّاها الشيخ إمام و ها نحن نراها في تفاصيل أيامنا نصطدم بقيود داخل الأسوار لتدنّس بنجاستها قداسة حرم جامعي وتقف بقذارة عصابات حروب و سلم أمام طهارة أفكار حرّية و إنسانيّة.

شبيحة "مثقفون" يختفون تحت قناع العلم و الانفتاح على الأخر و الوحدة الوطنية يتجمعون ليكونوا الفعل المضاد أمام الفعل.

سؤالي هو: ماذا تحمل جعبتكم من قضايا, لماذا تبادرون إلى رفض كل مبادرة, إن كان في حوزتكم فكرة تستحقّ التعبير عنها فالساحة تتسع للجميع.  

الحركات الطلابية المقموعة في البلاد العربية تضطر إلى الإلتفاف حول موازين قوى لعصابات حروب شوارع( عصابة وحيدة أو متعددة) سرّاق كرامات وأرزاق, أهل فسق يملكون من الوقاحة ما يكفي لضرب معتصمين و اعتقال أحرار رأي سلميين , يجييشون شباباً أعمى البصيرة, يسلحونهم بالكراهية و يدرّعونهم باللاإنسانية, بالا منطق, باللامحبّة, بالطائفيّة و الشعارات المفرغة, بالأكاذيب عن نضال و انتصارات مستقبلية و كرامات وطنية مزيّفة.


سمّيت حرماً لأن لأرضها طابع مقدّس , قدسيّة الحرية من قيود الجهل, قدسية الانطلاق من الرعونة إلى النضوج, قدسيّة المعرفة و النور. ليست أرضاً لإكمال حروب غير منتهية خارج الأسوار و لا مكاناً للتدرّب على دور المخبر المستقبلي .


يحزنني من يظنّ بأن أغنيات "يا ظلام السجن خيّم" حكرعلى "مقاومته" ضد سجون الاسرائيليّ, إننا نهوى كل ظلام في كلّ بقعة من الأرض فالإنسان لا يتجزّأ و الظلم لا يخضع لقوانين النسبية.

يحزنني من يظنّ بأنّ ورقة يسجّل عليها مجموعة أسماء ليسلمها فيما بعد إلى فرع من فروع الأمن, تجعل منه رجلاً يهابه الأخر, أنصاف الرجال لا يكَمَّلُون بتقارير, لا يكَمَّلُون بمسدّسات و لا يكَمَّلُون بأيديولوجيات ممحيّة الإنسانية.
يحزنني من يخاف وردة و يخاف بسمة و يخاف أمل و يخاف محبّة. فكلّ ما يبني عليه مملكته هو الاغتيالات؛ اغتيالات فرح, اغتيالات ربيع ,اغتيالات وطن
.

Monday, April 9, 2012

تاريخ شرقيّات و عشق خالد بن طوبال



تاريخ شرقيّات و عشق خالد بن طوبال
قد لا تدري من هو خالد بن طوبال ..... لذا أنصحك بأن تصمّ أذانك عن أراء من حولك و تأتي بثلاثية أحلام مستغانمي و تعلم كيف يصبح الوطن رجلنا الذي نهوى و ألمنا الذي لا يتوقف.
عندما تفتح امرأة الكتاب و تبدأ بالقراءة تقع في غرام شخصية من حبر على ورق, يستهويها كل وصف, كل حركة من حركاته تعيش معه و تتمنّى أن تكون "حياة" و تغار من شوقه لها و تضع نفسها بين يديه و ترقص على أنغام "الفرقاني" حافيه أمامه. تقع في غرام قضيّة, ثورة, مأساة شعب.... و حامل تلك المأساة. وكأن الرجولة لا تكمل دون قضيّة, و الألام المحفورة بقلبه في خنادق الحرب هي التي توصي به في قلوب نساء شرق متطرفات العروبة . شرقيتنا تشتهي السعادة فوق الألم, كوردة في صحراء عربية كل ما حولها جاف و هي الجمال المتوّحد بذاته في شروق شمس من خلف الكثبان.
ليس السرّ في رجل..... بل هو في مبدأ حمله و قضية أمسك بها. شرقيتنا تهوى المثاليات تهوى الأسماء الكبيرة و تقع في غرام رجل حمل الوطن وشماً حتّى تماهى الوطن فيه و ذاب هو في ضلوع الوطن, توحدا ولن تدري أيهما الأخر. سذاجة؟ يجوز و قد يكون حلم. خيباتنا التاريخية  جعلت المأساة جزءا من دوافعنا و صقلت مشاعرنا لنحبّ إنسانيّة مكسورة.  أجمل الحب ما نسج في الثورات, فتحت منصّة الموت تنبت الكلمات, و بين الخيبات المتكررة يزهر الأمل, يد خالد بن طوبال التي دفعها ثمن للقطة فوتوغرافية لثورة بلد, اشترت له حزنا و قضية و جيلاً من عاشقات انتظرنه منذ نهاية عباسيّي بغداد  .

 12-3-2012