Sunday, March 4, 2012

سأقصّ ضفائري




كانت جدتي تغني لي بعد الحمام أغنية من تراث قديم مطلعها:
" شعرك طويل و بحب النَوم في ظِلُّو      و لأحلِف يَمِيْن الشِّتَا و الصَّيْف ما أحلُّو
و مَا رَاح بيِّك  للباشا و يقلّو             وعِنْدِي بنتي  بتِسْوَا عَسْكَرَك كُلّو 
و شعرك قَصَائِص دَهَب بِيحَيّرُو الجدَّال     و ما بِيْن شعرة و شعرة يِنْبت الرِّيْحَان
و ميِّة يِعِدُّو دَهَبْ و مِيِّة يِعِدُّو مَال       و مِيَّة يِرَاضُو أبُوكِي لَيْكُوْن زَعْلَان."
و لكنني سأقصه, سأقص جدائلي الطوال التي ربيتها سنة بعد سنة و تركتها تداعب أسفل ظهري تباهي ببريقها و تزرع الغيرة في قلوب الصبايا الأخريات.... 
سأقص ضفائري و أجعل منها حبلا لا لألف بها حزني على أخ و صديق, ولا لأضمد بها جرح أم ثكلت بأولادها ولا لكي ألف ربطات الخبز وأوزعها على أطفال جوعى في مخيمات خارج الحدود و داخلها و لا لكي أخرج جثثا تحت الأنقاض و ألفها قبل أن أواريها التراب ولا لكي ألفه على عنق صنم من أصنام عائلتك لأوقعه بالأرض ....
سأقص جدائلي و أجعل منها حبلا لأربط يديك و أترك حمزة ليأخذك  إلى المحكمة لتواجه حكمك و منها الى ما وراء القضبان أو الى المقصلة .

8-2-2012

2 comments:

  1. احتفظي بجدائلك الغالية يا ابنتي ...فهو لا يستحق هذا الشرف..انه مجرم بامتياز وهو لا يستحق الا اصفادا من حديد ...وان كان هناك خيار اشد قسوة من الحديد فلن نوفره لهؤلاء القتلة...احتفظي بضفائرك الجميلة لكي تحلينها يوم الانتصار الكبير ...فهو اليوم الذي يستحق نثر ضفائر الصبايا وشرب انخاب الحرية.

    ReplyDelete