Wednesday, September 25, 2013

موزاييك ..... دمشق، بيروت، صنعاء



أسترجع ذكرياتي  ماذا كانت تحوي حارات دمشق من تحف ..... صدأ في الذاكرة
أصبحت أسمي الموزاييك " علب الخشب اللي من الشام القديمة.
ههههه ثقيلة هي المزحة عندما نبدأ ننسى...... أصبحت أسمي " اليبرق" ورق عنب و 
تأخذني خمسين ثانية لأذكر بأن جدتي لا تسميه كذلك. 

دع عنك كل ذلك ....... قررت أن أشحن هدية لصديقي في اليمن :)
نعم في اليمن ...... بين كل أصدقائي في كل بقاع العالم ....اخترت اليمن.
أردت إرسال رسالة ...... لأنني أحبّ الرسائل جداً .... ريتك صديقي ترسل لي الرسائل بيومياتك المتكررة و روتينك الممل.
جميلة هي الرسائل. 

مهلاً ....شرود في الذاكرة، دعنا نعود لهديتي الأولى عبر البلاد. 

فارع ..... صديقي اليمني . جلب لي بخّوراً من بلاده. أكره البخور أنا عادة .
و لكنها أجمل هديّة تلقيتها يوماً ، أكثرها صدقاً و أحلاها رائحة. أحجار لها رائحة الورد و شيء حلو رائع. منذ ثلاث سنين لم اشعل من أحجارها حجراً، افتح العلبة أشمّها أبتسم بعمق ثم أعود لإقفالها.
قال لي أنّ والدته اختارت البخور ...... ابتسمت. أحب الأمهات و ما ينتقين.
شال دمشقي لوالدة فارع ....... تلك المرأة في قرية في وسط اليمن.
في بالي يتأرجح حقل من القات، منزل منفرد و سيدة تخبز صباحاً تلك هي والدة فارع، جميلة، نحيلة كإبنها تفوح منها رائحة بخور حلوة الطعم.

فارع ........ فكرت أن أرسل لك كتاباً ، و لكنك لئيم فيما يتعلق بالقراءة ، ستنتقد لساعات ذوقي و تظهر كل براعتك الديبلوماسية و غير الديبلوماسية لإخباري بأن الكاتبة " تتفزلك" و أنّ هذه الكلمات على الورق مجرد ترف لا وجود له في عالمك.
سأهديك صندوقاً من الموزاييك عوضاً عن الكتاب أو علبة خشب من الشام القديمة.
علّك تضع فيه بخوراً..... قات أو رسائل و أوراق تحبها أو تكرهها. 
لن تنتقد شيئاً دمشقياً أو سورياً .... أعلم حبك لهذا البلد.
فارع ..... البارحة كان شتاءاً جميلاً في بيروت ...... وضعت وشاحي اليمني المطرز على رقبتي و مشيت في الحمرا تذكرتك تذكرت مزاجك العكر و ضحكت. سأراك يوماً وأعود إلى كره مزاجك مرة جديدة رغم أنّي أشتاقه في هذه الأيام.
أعلم أننّي سأزورك يوماً ....... أستطيع رؤية نفسي في شوارع صنعاء مع شاب في زي مزركش و قات في فمه (لم أعتدك هكذا) و خنجر. ..... حاول أن تخفف من
مزاجك العكر يومها.


صديقي ..... ما زلت هنا. كان ذلك فارع.
نعم ...... علبة موزاييك دمشقية بين دمشق و بيروت و صنعاء .
عرفت اليوم ماذا سأرسل و لن أسميها يوماً "علبة خشب من الشام القديمة".
فهي أكثر من مجرد علبة.


3 comments:

  1. ما بين ابتسامتي المخباة بين اوراق اليبرق وكلماتك.. قرأت ولكنني لم أشبع :)

    ReplyDelete