Wednesday, September 4, 2013

صديقي المعتقل و أنا ..... في أكثر الأيام عادية







قد يبدو ما أكتب مجرد رسالة أخرى من أحدنا لصديقه أو عن صديقه المعتقل، المبعد، المخطوف ..... أو ببساطة غير الموجود.

قد تبدو للبعض كليشيه، نعم…... فقد أصبح الفقدان ممارسة يوميّة نحتسيها مع القهوة الصباحية و ننعم ببصقيعها في كلّ ليلة بدلاً من هواء التبريد.

رأيت حساب السكايب الذي بقي من جميع ما حذف من حساباتك الالكترونية.
كتبت : "  كروم ..... اشتقتلك ..... يالله ارجعلنا بقا.
      كروم عم اتدرب ع هلهولة عرسك .... تعال بقا "

هل أنت هنا يا صديقي ؟ مونولوج يومي يدور بيني و بينك أتذكّر كيف علمت بخبر اعتقالك .... كم كرهتك " لغبائك" كم لعنت تهورك. ثم حزنت ثم بكيت ثم قررت أن "أضبط نفسي" .

ماذا سأقول لك عندما تعود ... هل سأرسل "بهدلة طويلة عريضة " مع تأنيب شديد اللهجة لأنك جنيت على نفسك ؟
أم سأكتفي بابتسامة زلغوطة رقصة سكرة حتى الصباح احتفالاً بابتعاد شبح الفقدان بضع خطوات للوراء.
أعود إلى رشدي ..... ماذا تفعلين بنفسك؟!! ماذا لو لم يعد ؟ّ!!


إنني أخاف الفقدان و أكره الصقيع كثيراً و لا أريد احتساء المآسي مع قهوة الصباح فهي مرّة كفاية لإيقاظي.
لم أستطع بعد مصادقة الموت، و لم أستطع بعد مصادقة الغياب كحال الجميع حولي.

أرفض ........... علّني أذكر مع كل ألم بأنني إنسان و أنني ما أزال حيّة.

كرم ……. لا أعلم ما أكتب لك في رسالة كهذه. ستعود أليس كذلك ؟ كثيبرون ذهبوا و عادوا و أنت ستكون مثلهم.

أليس كذلك ؟

. .
أفكار مبعثرة هنا و هنالك في يوم يشبه في عادته كل الأيام
ثم أعود لفنجان قهوة لأحتسيه و أفرض طبيعيّة قسرية على يومي المتكرر . .

No comments:

Post a Comment